تسعى عالمة آثار إسبانية عبر خريطة مبتكرة إلى إعادة تشكيل صورة مقبرة طيبة وإلقاء الضور على أسرارها، بعد ثلاثة قرون من عمليات التنقيب في المدينة الأثرية جنوبي مصر.
وتسعى عالمة الآثار الإسبانية ماريا دي لوس إنخليس خيمينيز للرد على عدة أسئلة من أمثال إذا ما كان النبلاء يدفنون بجانب أفراد أسرهم؟ وهل أثرت المعابد وطرق الاحتفالات على وضع المقبرة؟ وهل كانت هناك صلة بين نوعية الصخور والطبقة الاجتماعية للمتوفى؟ عبر مشروع متعدد الأنظمة يدرس الأرض ويصمم خريطة لمعرفة مواقع المقابر.
وأبرزت عالمة الآثار، التي تعمل في عدة حملات تنقيبية في الأقصر أهمية وضع خريطة تخدم الأجيال الحالية والمقبلة من علماء الآثار المصرية.
وسيتفادى هذا النوع من الخرائط "فقد المقابر" مثلما حدث مع بعض المقابر التي اكتشفت منذ أعوام ويعد تحديد مداخلها محالاً في الوقت الراهن.
وستسمح هذه الخرائط أيضاً بالتمتع برؤية موسعة عن الأسباب التي أثرت في اختيار موقع المقابر.
وأكدت خيمينيز "المقبرة مكان مقدس ورمزي ترتبط فيه جميع الأمور"، مشددة على أهمية دراسة المقابر والمعابد الجنائزية وطرق الاحتفالات.
وإزاء الأبعاد الكبيرة للمقبرة، فقد ركزت عالمة الآثار على جنوب منطقة ذراع أبو النجا وفي مقابر الدولة الحديثة من الأسرة الـ18 إلى 20 (1550 ق.م إلى 1069 م).
وأوضحت خيمينيث افتراضية وجود صلة بين المقابر الخاصة والمعابد الجنائزية، معتبرة أن توزيع المقابر يعتمد على عوامل سياسية ودينية وثقافية.
وستقوم عالمة الآثار الإسبانية بإعداد دراسة عن نسل أصحاب المقابر بهدف التحقق إذا ما كانت الروابط الأسرية أو الوضع الاجتماعي أثرا في اختيار الموقع لإقامة المقبرة.
وأضافت أنه بالنسبة للمصريين القدماء، فقد كان المتوفى يجتمع مع إله الشمس في الغروب والانبعاث في اليوم التالي عبر الشروق ما يجعل المقبرة بمثابة "موقع للخلود وأداة للبعث".